الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق (نسخة منقحة)
.باب في خوف الله واجتناب معاصيه: 1748- أنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: هو الرجل يخلو بمعصية الله، فيذكر مقام الله فيدعها فرقا من الله. 1749- أنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، في قوله {يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا، {وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} قال: يخشون الموقف يعلمون ما من بين أيديهم من الحساب. 1750- أنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير قال: الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيته، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله، ومن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطع الله فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة الكتاب. 1751- قال: سمعت السدي، يقول في قوله: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} قال: هو الرجل يريد أن يظلم أو قال: يهم بمعصية فيقال له: اتق الله فيجل قلبه. 1752- أنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير قال: الغرة من الله أن يصر العبد في معصية الله، ويتمنى على الله في ذلك، والغرة في الدنيا أن يغتر بها وأن تشغله عن الآخرة أن يمهد لها، ويعمل لها كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرة: يا ليتني قدمت لحياتي، وأما متاع الغرور فهو ما يلهيك عن طلب الآخرة، فهو متاع الغرور، وما لم يلهك فليس بمتاع الغرور، ولكنه متاع بلاغ إلى ما هو خير منها. 1753- أنا حيوة بن شريح قال: أنا أبو هانئ الخولاني أنه سمع عمرو بن مالك الجنبي يقول: سمعت فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه لله». 1754- أنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني سهيل بن أبي الجعد أو الأجدل أنه سمع سعيدا المقبري، يذكر عن أبي هريرة قال: الجريء حق الجريء إذا حضر العدو ولى فرارا، والجبان كل الجبان الذي إذا حضر العدو حمل فيهم حتى يكون منهم ما شاء الله فقيل له: يا أبا هريرة، أخبرني كيف هذا؟ قال: إن الذي يفر اجترأ على الله، والجبان من خشي الله. 1755- أنا علي بن علي الرفاعي، عن الحسن قال: بينما رجلان من صدر هذه الأمة يتراجعان بينهما أمر الناس، فقال أحدهما للآخر: ما بطأ بهم عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا؟ قال: جعل يقول: ضعف الناس، والذنوب، والشيطان يعرض بأمر لا يوافق الذي في نفسه، فقال: أبطأ بهم وثبرهم عن هذا الأمر بعدما زعموا أن قد آمنوا، أن الله تبارك وتعالى أشهد الدنيا، وعيب الآخرة، فأخذ الناس بالشاهد، وتركوا الغائب، والذي نفس عبد الله بن قيس، لو أن الله قهر إحداهما إلى جانب الأخرى حتى يعاينهما الناس ما عدلوا ولا ميلوا. 1756- أنا ابن عيينة، عن أبي حيان، قال: استأذن سعد بن معاذ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أصهارا له من أهل البادية فأذن له فلبث ما شاء الله ثم رجع، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فدخل وهو يقلب يده، فقال النبي عليه السلام: «لقد رأى سعد عجبا» فقال: يا رسول الله أتيتك من عند قوم إنما همهم فيما هم أنعامهم فيه من لذات بطونهم، وفروجهم، فقال: «لقد رأى سعد عجبا، أفلا أخبرك بما هو أعجب من ذلك؟ من عرف مثل الذي أنكرتم وفعله كفعلهم». .باب في ذكر الموت: 1758- نا نعيم، قال نا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت». 1759- أنا عيسى قال: بلغنا، عن أبي جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل ساع غاية، وغاية كل ساع الموت، فسابق ومسبوق». 1760- أنا مالك بن مغول قال: قال ابن مسعود: كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا. 1761- أنا مالك بن مغول، عن عبد الملك بن عمير قال: قال أبو الدرداء: من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده. 1762- أنا سفيان، عن رجل قال: لم ينزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله. 1763- أنا سفيان، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن ربيع بن خثيم، أنه قيل له: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ قال: أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا. 1764- أنا الحسن بن صالح، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن البهائم تعلم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا». 1765- أنا عيسى، عن عمرو بن مرة قال: حضر رجلا من أصحاب عبد الله الموت فجعل يقول: الموت، فقالوا له: اتق الله، فقد كنت وكنت، فقال: الموت، يا ليت أمي لم تلدني. 1766- أنا عبد الوهاب بن الورد قال: أخبرني سلم بن بشير بن جحل، أن أبا هريرة، بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود مهبطة على جنة ونار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي. 1767- أنا ابن لهيعة قال: حدثني أبو قبيل، عن أبي عبد الرحمن المري، أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: ألا أخبركم بأفضل الحسرات؟ رجل جمع درهما إلى درهم، وقيراطا إلى قيراط، ثم مات وورثه غيره، فوضعه في حقه ولم يمسكه عن حقه. 1768- أنا حنظلة بن أبي سفيان قال: نا ابن أبي مليكة قال: سمعت يزيد بن معاوية يقول في خطبته: أيكم ما مرض مرضا أشفي منه، فلينظر أي عمل كان أغبط عنده فليلزمه، وأي عمله كان أكره عنده فليذره. 1769- أنا سفيان، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، إنني اليوم لأشيق للموت، خفيف الحاذ، ما علي دين، ما أدع عيالا أخاف عليهم الضيعة، إلا هول المطلع، فإذا أنا مت فأسرعوا بي إلى حفرتي، واطرحوا علي أطباقا من قصب، فإني رأيت المهاجرين يستحبونه على ما سواه، ولا تطيلوا جدثي في السماء. 1770- نا نعيم قال نا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة قال: توفي رجل قال: فجعل أبو هريرة يمر بالمجالس ويقول: إن أخاكم فلانا توفي فاشهدوا جنازته. .باب في قول عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص عند الموت: .باب ما يبشر به الميت عند الموت، وثناء الملكين عليه: 1773- أنا رجل عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبي عبيد صاحب سليمان أن العبد المؤمن إذا مات تنادت بقاع الأرض: مات عبد الله المؤمن قال: فتبكي عليه السماء والأرض، فيقول الرحمن تبارك وتعالى: ما يبكيكما على عبدي؟ فيقولان: يا ربنا، لم يمش على ناحية منا قط إلا وهو يذكرك. 1774- أنا الأوزاعي قال: حدثني أسيد بن عبد الرحمن قال: بلغني أن المؤمن إذا مات وحمل قال: أسرعوا بي، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض، فقالت له: إن كنت لأحبك وأنت على ظهري، فأنت الآن أحب إلي، فإذا مات الكافر وحمل قال: ارجعوا بي، ارجعوا بي، فإذا وضع في لحده، كلمته الأرض، فقالت: إن كنت لأبغضك وأنت على ظهري، فأنت الآن أبغض إلي. 1775- أنا داود بن نافذ، قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: بلغني أن الميت يقعد في حفرته، وهو يسمع وخط مشيعيه، ولا يكلمه شيء أول من حفرته، تقول: ويحك ابن آدم، أليس قد حذرتني، وحذرت ضيقي، وظلمتي، ونتني، وهذا ما أعددت لك؟، فما أعددت لي؟. .باب في أرواح المؤمنين: .باب في عرض عمل الأحياء على الأموات: 1778- أنا رجل من الأنصار، عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية، فيعرفهم بسيماهم، ليشهد عليهم، يقول الله تبارك وتعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}. .باب في كراهية البنيان: .باب الندم على الخطيئة: .باب في محو الحسنات السيئات: 1782- أنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: بينما المسيح مرة في رهط من الحواريين بين نهر جار وحية منتنة، أقبل طائر حسن اللون يتلون، كأنما هو الذهب، فوقع قريبا، فانتفض فسلخ عنه مسكه، فإذا هو أقبح شيء... أقيرع أحيمر، فانطلق صلى الله عليه وسلم... فخلع مسلاخه فخرج أقرع أحمر، كأقبح ما يكون، فأتى بركة، فتلوث في حمأتها، فخرج أسود قبيحا، فاستقبل جرية الماء فاغتسل، ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه، فعاد إليه حسنه وجماله حتى رجع إلى مسكه فتدرعه كما كان أول مرة، فكذلك عامل الخطيئة حين يخرج من دينه، ويكون في الخطايا، وكذلك مثل التوبة، كمثل اغتساله من النتن في النهر الضحضاح، ثم راجع دينه حتى تدرع مسكه، وتلك الأمثال. .باب في ...: 1784- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خدت الدموع في وجهه كتخديد الماء في الأرض». 1785- أنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال أن داود النبي صلى الله عليه، كان يعوده الناس ما يظنون إلا أنه مريض، وما به إلا شدة الفرق من الله. 1786- أنا وهيب قال: كان عيسى ابن مريم يقول: حب الفردوس، وخشية جهنم يورثان الصبر على المشقة، ويباعدان العبد من راحة الدنيا. .في خشوع سليمان صلى الله عليه وسلم:
|