الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.سورة المسد: .فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة: .فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:فضل السّورة:فيه حديثان ضعيفان: «منْ قرأها رجوت أَلا يجمع الله بينه وبين أَبى لهب في دار واحدة»، وحديث على: «يا علي مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب الصّالحين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ عِتق رقبة». اهـ..فصل في مقصود السورة الكريمة: .قال البقاعي: سورة المسد مقصودها البت والقطع الحتم بخسران الكافر ولو كان أقرب الخلق إلى أعظم الفائزين، اللازم عنه أن شارع الدين له من العظمة ما يقصر عنه الوصف، فهو يفعل ما يشاء لأنه لا كفو- له أصلا، حثا على التوحيد من سائر العبيد ولذلك بين سورة الإخلاص المقرون بضمان النصر وكثرة الأنصار، واسمها تبت واضح الدلالة على ذلك بتأمل السورة على هذه الصورة. اهـ..قال مجد الدين الفيروزابادي: .بصيرة في: {تبت}: السّورة مكِّيّة.وآياتها خمس بالإِجماع.وكلماتها ثلاث وعشرون.وحروفها سبع وسبعون.فواصل آياتها (دبّ) وتسمّى سورة تبّت، وسورة أَبى لَهَب، وسورة المَسد؛ لذكرها فيها..مقصود السّورة: تهديد أَبى لَهَب على الجفاءِ والإِعراض، وضياع كَسْبه وأَمره، وبيان ابتلائه يوم القيامة، وذمّ زَوْجه في إِيذاءِ النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ما هو مدّخَر لها من سوءِ العاقبة.السّورة محكمة..فصل في متشابهات السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:ومن المتشابه.قوله تعالى: {تَبَّتْ} وبعده: {وَتَبّ} هذا ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَوّل جرى مجرى الدّعاءِ، والثَّانى خَبَر، أي وقد تبّ.وقيل تبت يدا أَبى لهب أَعملُه، وتبّ أَبو لهب.وقال مجاهد: وتبّ ابنه (وتبّ ابنه)..فصل في التعريف بالسورة الكريمة: .قال ابن عاشور: سورة المسد:سميت هذه السورة في أكثر المصاحف (سورة تبَّت) وكذلك عنونها الترمذي في (جامعه) وفي أكثر كتب التفسير، تسمية لها بأول كلمة فيها.وسميت في بعض المصاحف وبعض التفاسير (سورة المَسَد). واقتصر في (الإِتقان) على هذين.وسماها جمع من المفسرين (سورة أبي لهب) على تقدير: سورة ذِكْر أبي لهب.وعنونها أبو حيان في (تفسيره) (سورة اللهب) ولم أره لغيره.وعنونها ابن العربي في (أحكام القرآن) (سورة ما كان من أبي لهب) وهو عنوان وليس باسم.وهي مكية بالاتفاق.وعدّت السادسة من السور نزولًا، نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة التكوير.وعدد آيها خمس.روي أن نزولها كان في السنة الرابعة من البعثة. وسبب نزولها على ما في (الصحيحين) عن ابن عباس قال: «صعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فنادى: يا صَبَاحَاهْ. (كلمة ينادَى بها للإِنذار من عدوّ يصبّح القوم) فاجتمعت إليه قريش فقال: إني نذير لكم بين يديْ عذاب شديد أرأيتم لوْ أني أخبرتكم أن العدوّ مُمسيكم أو مصبّحكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: ما جرَّبنا عليك كذبًا، فقال أبو لهب: تبًّا لك سائرَ اليوم ألهذا جَمعتنا؟ فنزلت: {تبت يدا أبي لهب} (المسد: 1). ووقع في (الصحيحين) من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا...» إلى آخر الحديث المتقدم.ومعلوم أن آية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} من سورة الشعراء، وهي متأخرة النزول عن سورة تبت، وتأويل ذلك أن آية تشبه آية سورة الشعراء نزلت قبل سورة أبي لهب لما رواه أبو أسامة يبلغ ابن عباس لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين} (ولم يقل من سورة الشعراء) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا... فتعين أن آية سورة الشعراء تشبه صدر الآية التي نزلت قبل نزول سورة أبي لهب.أغراضها:زجر أبي لهب على قوله: تبًا لك ألهذا جمعتنا؟ ووعيده على ذلك، ووعيد امرأته على انتصارها لزوجها، وبغضها النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ..قال الصابوني: سورة المسد:مكية.وآياتها خمس آيات.بين يدي السورة:* سورة المسد مكية، وتسمى سورة اللهب، وسورة تبت، وقد تحدثت عن هلاك (أبي لهب) عدو الله ورسوله، الذي كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،، يترك شغله ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، ليفسد عليه دعوته، ويصد الناس عن الأيمان به، وقد توعدته السورة في الآخرة، بنار موقدة يصلاها ويشوى بها، وقرنت زوجته به في ذلك، واختصتها بلون من العذاب شديد، هو حبل من ليف تجذب به في النار، زيادة في التنكيل والدمار. اهـ..قال أبو عمرو الداني: سورة المسد:مكية.وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.وكلمها ثلاث وعشرون كلمة ككلم الفيل والفلق.وحروفها سبعة وسبعون حرفا كحروف النصر.وهي خمس آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.وفيها مما يشبه الفواصل وليس بها موضع واحد وهو قوله عز وجل: {يدا أبي لهب}..ورءوس الآي: {وتب}.1- {وما كسب}.2- {ذات لهب}.3- {الحطب}.4- {من مسد}. اهـ..فصل في معاني السورة كاملة: .قال المراغي: سورة المسد:التباب: الهلاك والخسران: قال تعالى: {وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ} وأبو لهب: أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد العزّى بن عبد المطلب، وتبّ: أي قد تبّ وخسر، يصلى نارا: أي يجد حرها ويذوقه، ولهب النار: ما يسطع منها عند اشتعالها وتوقدها، والجيد: العنق، والمسد: الليف. اهـ..قال الفراء: سورة المسد:{تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}قوله عز وجل: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ...}.ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المروة، فقال: «يا آل غالب»، فاجتمعت إليه، ثم قال: «يا آل لؤى»، فانصرف ولد غالب سوى لؤى، ثم قال ذلك حتى انتهى إلى قصى. فقال أبو لهب: فهذه قصى قد أتتك فما لهم عندك؟ فقال: «إن الله تبارك وتعالى قد أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين، فقد أبلغتكم»، فقال أبو لهب: أما دعوتنا إِلاَّ لهذا؟ تبًّا لك، فأنزل الله عز وجل: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وفى قراءة عبد الله: {وقد تب} فالأول: دعاء، والثانى: خبر.قال الفراء: {تب}: خسر، كما تقول للرجل، أهلكك الله، وقد أهلكك، أو تقول: جعلك الله صالحا، وقد جعلك.{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}وقوله عز وجل: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ...}، ترفع الحمّالةُ وتنصب، فمن رفعها فعلى جهتين: يقول: سيصلى نار جهنم هو وامرأته حمالةُ الحطب تجعله من نعتها، والرفع الآخر {وامرأتُه حمالةُ الحطب}، تريد: وامرأته حمالة الحطب في النار، فيكون {في جيدها} هو الرافع، وإن شئت رفعتها بالحمالة، كأنك قلت: ما أغنى عنه ماله وامرأته هكذا.وأما النصب فعلى جهتين:أحداهما أن تجعل الحمالة قطعا؛ لأنها نكرة؛ ألا ترى أنك تقول: وامرأته الحمالة الحطب، فإذا ألقيت الألف واللام كانت نكرة، ولم يستقم أن تنعت معرفة بنكرة.والوجه الآخر: أن تشتمها بحملها الحطب، فيكون نصبها على الذم، كما قال صلى الله عليه وسلم سيّد المرسلين سمعها الكسائى من العرب. وقد ذكرنا مثله في غير موضع.وفى قراءة عبد الله: {وامرأته حمالةً للحطب} نكرة منصوبة، وكانت تنُم بين الناس، فذلك حملها الحطب يقول: تُحرِّش بين الناس، وتقود بينهم العداوة.{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}وقوله جل وعز: {فِى جِيدِهَا}: في عنقها {حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ...}.وهى: السلسلة التي في النار، ويقال: من مَسد: هو ليف المُقْل. اهـ..قال الأخفش: سورة المسد:{تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}قال: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ} {تبّت} جزم لأن تاء المؤنث إذا كانت في الفعل فهو جزم نحو (ضَرَبَ) و(ضَرَبْتُ).وأما قوله: {وتّب} فهو مفتوح لأنه فعل مذكر قد مضى.{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}: وقال: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} يقول: (وَتَصْلَى امرأتُه حمالةِ الحَطَب) و{حمالةُ الحَطَبِ} من صفتها. ونصب بعضهم {حمّالةَ الحَطَب} على الذم كأنه قال (ذكرتُها حمالةَ الحطبِ) ويجوز ان تكون {حمالةَ الحطبِ} نكرة نوى بها التنوين فتكون حالا {امرأته} وتنتصب بقوله: {تَصْلى}. اهـ..قال ابن قتيبة: سورة اللهب:1- {تَبَّت}: خسرت. وقد تقدم ذكر هذا.2- {وَما كَسَبَ} يعني: وما ولد.4- {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} يعني: النّميمة. ومنه يقال: فلان يحطب على، إذا أغرى به.5- {فِي جِيدِها} أي في عنقها، {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} أي فتل منه. يقال: هو السّلسلة التي ذكرها اللّه في (الحاقّة). اهـ..قال الغزنوي: سورة المسد:1 {تَبَّت} ْ: خابت وخسرت والإضافة إلى اليد لأنّ العمل باليد.{وَتَبَّ}: أي: وقد تب، فالأول دعاء والثاني خبر.4 {حَمَّالَةَ الْحَطَب} ِ: تمشي بالنّمائم فتشعل بين النّاس نار العداوة.5 {مِنْ مَسَد} ٍ: مسدت وفتلت. اهـ..قال ملا حويش: تفسير سورة المسد:عدد 6 – 111.ومثلها في العدد الفلق والفيل.نزلت بمكة بعد الفاتحة.وهي خمس آيات.وعشرون كلمة.وسبعة وسبعون حرفا.لا ناسخ ولا منسوخ فيها.وتسمى سورة تبّت، وسورة أبي لهب.ولا يوجد في القرآن سورة مبدوءة أو مختومة بما بدأت وختمت به.بسم الله الرحمن الرحيمقال تعالى: {تَبَّتْ} أي هلكت وخسرت وخابت {يَدا أَبِي لَهَبٍ 1} عبد العزّى بن عبد المطلب بن هاشم عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمراد هو ذاته لأن العرب تعبر عن كل الشيء ببعضه، وكنّي بأبي لهب لحسنه واشراق وجهه، وكناه اللّه بذلك لشهرته بها دون الاسم لا لتكريمه ولأن في تسمينه باسمه نسبة العبد للشرك، والكل عبيد اللّه لا يشاركه فيهم أحد، واخبار بأنه من أهل النار ذات اللهب لتوافق كنيته بما يؤول إليه حاله، ولا حول ولا قوة إلا باللّه لم يرد اللّه له الخير، وهو عم حبيبه وصفيه، وأراده لصهيب وعمار وبلال وسلمان، ورحم اللّه من قال:وهكذا يفعل اللّه ما يشاء ويحكم ما يريد {وَتَبَّ 1} وكان يقول ابن مسعود وقد تبّ لأنه هلك حقيقة، ولا تجوز القراءة بها لما فيها من الزيادة وهي عبارة عن كلمة قالها ليست من القرآن، راجع بحث القراءات: في المقدمة ويقال عن هكذا زيادات (سيف خطيب) وقد جاء في التأويلات النجمية أن أبا لهب كان بداية أمر النبي صلى الله عليه وسلم يحسن إليه ويكرمه ويقول إلى قريش: إن كان الأمر إلى محمد فلي عنده يد، وإن كان لقريش فلي عندها يد أيضا، لأنه كان يحسن إليها، وبعد أن ظهر أمر الرسول أظهر له العداوة وصار يهينه ويؤذيه، فأنزل اللّه فيه هذه السورة إعلاما بخسران يده عنده لتكذيبه إياه وخسران يده عند قريش أيضا لعدم بقاء يد لهم عند الرسول وإذلالهم لعدم الإيمان به وهذا أحسن ما قيل في أسباب نزول هذه السورة أما ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الآية 215 من سورة الشعراء الآتية صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ونادى: يا بني فهر، يا بني عدي، (بطون من قريش)، حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولا لينظر ما هو الخبر، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنخيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ؟» قالوا نعم ما جرّبنا عليك إلا صدقا. قال: «فإنينذير لكم بين يدي عذاب شديد».فقال أ بو لهب تبّا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا! فنزلت السورة، ونقله أكثر المفسرين.
|